فيتنام تزرع شجيرات بن مقاومة للآفات والتغير المناخي

فيتنام تزرع شجيرات بن مقاومة للآفات والتغير المناخي

هانوي - انتاب نجوين فان ثيان الشعور بالإرهاق، بعد أن انتهى من ري مزرعة البن الخاصة به، واستغرقت هذه العملية يوما كاملا، ويقول إن المطر الذي يحتاجه للزراعة أصبح نادرا بسبب تقلب أحوال الأمطار الموسمية وهطولها في الوقت الخطأ.

ويضيف أن “موسم الأمطار في المرتفعات الوسطى من فيتنام يستمر عادة من بداية مايو إلى أكتوبر من كل عام”، غير أن الأمطار الموسمية توقفت خلال الأعوام الأخيرة عن اتباع هذا النمط المعتاد، “ومر شهر يونيو من العام الجاري دون أن تهطل علينا قطرة مطر واحدة”.

وثيان هو أحد مزارعي البن في المرتفعات الوسطى، التي تعد المنطقة الرئيسية لزراعة هذا المحصول في فيتنام، ويبلغ عد المزارعين بهذه المنطقة 1.5 مليون مزارع، وكلهم شاهدوا تراجع حجم محاصيلهم خلال السنوات القليلة الأخيرة، بسبب التغير المناخي.

ويوضح ثيان أبعاد المشكلة قائلا “عندما نحتاج إلى المطر لري شجيرات البن نجد الطقس حارا أو مشمسا، وعندما تزهر نباتات البن يفاجئنا المطر، مما يؤدي إلى تعفن الأعضاء الأنثوية في الزهور وتساقط ثمار البن اليانعة، وتكون النتيجة انخفاض حجم المحصول وجودته”. واعتادت عائلة ثيان على زراعة نباتات البن في مقاطعة جيا لاي، الكائنة في المرتفعات الوسطى بفيتنام على مدى 36 عاما.

 

◙ التغير المناخي يسبب قلقا كبيرا لمزارعي البن
◙ التغير المناخي يسبب قلقا كبيرا لمزارعي البن

 

وتزهر النباتات عادة خلال الفترة الممتدة بين ديسمبر ومارس، ولكن التطور الذي حدث هو أن نباتات البن أصبحت تزهر قبل الموعد المعتاد بشهر، مما يعني تعفن كميات ضخمة من النباتات.

وقال كونج تانج، مدير معهد سياسات وإستراتيجيات الزراعة والتنمية الريفية، إن “التغير المناخي يعد عاملا يؤثر سلبيا على نمو نباتات البن وتنميتها في المرتفعات الوسطى”.

وأضاف “لقد تناقص تكرار هطول الأمطار، بينما زادت كمية المطر في كل مرة بدرجة كبيرة، مما زاد من خطر تعرية التربة، كما أن موسم الجفاف في المرتفعات الوسطى أصبح يستمر لفترة أطول فأطول، مما اضطر المزارعين إلى حفر آبار للحصول على المياه الجوفية اللازمة لري مزارع البن”.

غير أن ارتفاع درجة الحرارة يعني زيادة سرعة معدلات تبخر المياه، “مما يدفع المزارعين إلى ري نباتات البن بمعدلات أرفع، وبذلك يتم استنزاف مستويات المياه في الآبار الجوفية”.

وجلب الفرنسيون البن إلى فيتنام عام 1857 أثناء فترة استعمارها، ومنذ ذلك الحين أصبحت فيتنام ثاني أكبر دولة في العالم في إنتاج البن بعد البرازيل، كما أنها أكبر منتج في العالم لبن روبوستا، الذي يستخدم في صناعة القهوة السريعة.

ويمثل البن ما نسبته 15 في المئة من إجمالي الصادرات الزراعية لفيتنام، ويتم حاليا تصدير منتجات البن الفيتنامي إلى أكثر من 80 دولة.

وتستورد أسواق دول الاتحاد الأوروبي ما يصل إلى 40 في المئة من حجم صادرات البن الفيتنامي، وبلغت قيمة هذه الصادرات نحو 1.4 مليار دولار سنويا، على مدى السنوات الخمس الماضية.

ومع ذلك تتراجع صادرات فيتنام من البن كل عام، وصدّرت فيتنام 1.88 مليون طن من البن عام 2018، و1.61 مليون طن عام 2019، و1.57 مليون طن عام 2020، و1.52 مليون طن عام 2021، وفقا لبيانات مكتب الإحصائيات العامة.

مشروع إعادة زرع شجيرات جديدة للبن يهدف إلى إعادة زراعة نحو 107 آلاف هكتار بأصناف جديدة

وقال ليفو كوان، كبير الباحثين في معهد تنمية الاقتصاد الدوار بمدينة هوشي منه، إن “التغير المناخي يسبب قلقا كبيرا لمزارعي البن”.

كما يتسبب التغير المناخي والطقس غير المواتي في تفشي الآفات الزراعية والأمراض بشكل خطير في شجيرات البن، مما يؤدي إلى المزيد من تقليص حجم المحصول وجودة حبوبه.

وأضاف كوان “لم يعد التغير المناخي مجالا للجدل بشأن ما إذا كان سيحدث بالفعل أم لا، وأصبحت المناقشات تدور الآن حول متى سيحدث هذا التغير، وما مدى تأثيره على المناطق في مختلف أنحاء العالم، وهذه القضية العالمية الملحة بحاجة إلى التعاون الدولي للتخفيف من آثار هذا التغير الذي تسبب فيه البشر وأضر بالبيئة”.

ولمواجهة تراجع محصول البن وجودته تدير الوكالات التابعة للدولة وكذلك المنظمات غير الحكومية مجموعة من المشروعات لمساعدة قطاع البن الفيتنامي على أن يصبح أكثر مرونة وقوة ومراعيا للبيئة في ظل التغير المناخي.

ويهدف مشروع إعادة زرع شجيرات بن جديدة الذي تبنته وزارة الزراعة والتنمية الريفية، والذي من المقرر أن يستمر خلال الفترة الممتدة من 2021 إلى 2025، إلى إعادة زراعة نحو 107 آلاف هكتار من مزارع البن، بأصناف جديدة تكون أكثر قوة في مقاومة الآفات والأمراض وتغير الأحوال الجويّة.

وفي هذا الصدد يقول ثيان “من المؤكد أن تدمير شجيرات البن القديمة، من أجل زراعة شجيرات جديدة، سيجلب إنتاجية أعلى، ولكن الكثير من العائلات ليست مستعدة لاقتلاع الشجيرات القديمة واستبدالها بجديدة، لأنه في حالة الموافقة على استبدالها كلها في نفس الوقت سيتعين على هذه العائلات الانتظار لمدة ثلاث سنوات، لكي تتمكن من جني محصول منها مرة أخرى، وخلال فترة الانتظار لن يتوفر لها مصدر دخل تعيش منه”.

ويضيف ثيان أن “المزارعين يعتمدون كثيرا على أحوال الطقس والمناخ، وهم ببساطة يلجأون إلى الصلاة من أجل أن تنزل عليهم من السماء كمية المطر الملائمة”.

بن

مصدر لبعرب

مإعادة التحرير : VietnamArab.netTeam

Tags