الجزائر.. شريك هام لتحقيق التوازن في سوق النفط العالمية
قررت منظمة أوبك وغير أوبك رفع إنتاج النفط بـ 100ألف برميل يوميا بداية من شهر سبتمبر المقبل، وهو القرار الذي جاء هذا عقب الاجتماع الوزاري 31 لمنظمة أوبك، وهذا مواصلة لجهودها لضمان إمدادات مستقرة ومنتظمة في السوق العالمي.
وعلى ضوء ذلك سيرتفع إنتاج الجزائر من النفط بمقدار 2000 برميل يوميا مما سيسمح بإنتعاش الاقتصاد الوطني.
نوه مسؤولون داخل أوبك بالدور الذي تلعبه الجزائر في المنظمة واصفين إياه بالمحوري من خلال تقريب وجهات النظر بين دول منظمة أوبك وحلفائها للتوصل إلى إتفاقات من شانها أن تساهم في تحقيق إستقرار سوق النفط، كما أكد خبراء الاقتصاد على أهمية الإجراء الذي إتخذته الجزائر الهادف إلى رفع حصتها من النفط ما من شأنه –حسبهم- أن يدر عليها مداخيل بالعملة الصعبة، ناهيك عن إستخدامه للإنتاج المحلي، حيث يعود الهدف من تأسيس منظمة أوبك التي تضم 13 دولة هو تنسيق وتوحيد سياسات تجارة النفط بين الدول الأعضاء لضمان أسعار عادلة ومستقرة لمنتجي النفط، كما تستهدف إستمرار الامدادات من البترول بشكل فعال و منتظم إلى الدول المستهلكة مع ضمان جني أرباح عادلة للبلدان المستثمرة في هذه الصناعة.
الأمين العام الجديد لمنظمة “أوبك” يشيد بدور الجزائر الفعال في سوق النفط
أشاد الأمين العام الجديد لمنظمة الدول المنتجة للنفط “أوبك” هيثم الغيص، بدور الجزائر الكبير والبناء في مواجهة الأزمات التي عرفتها سوق النفط.
وقال الغيص، في تصريحات إعلامية، أن التاريخ يشهد على دور الجزائر العظيم في قيادة وتسيير أعمال منظمة أوبك، واستشهد المسؤول في معرض حديثه بعقد أول قمة لرؤساء الدول العضوة في أوبك بالجزائر عام 1975، واتفاق وهران في عام 2008 بعد انهيار أسعار الذهب الأسود، كما اعتبر المسؤول الكويتي أن اللبنة الأولى لاتفاق أوبك+ الجاري تعود إلى اجتماع المنظمة بالجزائر في سبتمبر 2016 ، مؤكدا في ذات السياق أن الجزائرعضو فعال جدا في أوبك، وقد وضعت اللبنة الأولى لاتفاق أوبك+ الذي نجني حاليا ثماره كدول منتجة، وحتى الدول المستهلكة.
وعن التأثير المنتظر من الجزائر لإعادة التوازن إلى أسواق النفط، قال الغيص أن الأسواق حاليا تمر بتقلبات حادة، ودور الجزائر كالعادة سيتمثل في المساهمة البناءة في دعم الحوار بين المنتجين.
وفي أول ظهور إعلامي له منذ توليه إدارة شؤون أوبك، ركز أمين الأوبك في معرض حديثه على أن اتفاق الجزائر 2016 كانت له تبعاته الهامة على الدول الصناعية والنفطية، ومنح توازنا للاقتصاد العالمي من حيث استقرار أسعار النفط، والتي يتم جني ثمارها منذ فترة، ما يستوجب إسداء شكر كبير للجزائر، كما تقدم الغيص بعبارات الشكروالامتنان إلى رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون والحكومة الجزائرية على دعم ترشحه لرئاسة منظمة أوبك منذ جانفي الماضي.
ولفت الغيص إلى أن الأسواق النفطية لم تتعاف إلى حد الآن من تداعيات تمدد جائحة كورونا، مشيرا إلى وجود حالة تعافي نسبي وليس تام، مضيفا بأن تحديات كورونا تلقي بظلالها على بورصة النفط.
رفع حصة الجزائر من النفط إلى 2000 برميل يوميا الشهر المقبل
من جهته، كشف وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب أن تحالف أوبك+ قرر زيادة في الإنتاج الإجمالي بـ 100 ألف برميل يوميا خلال شهر سبتمبر الداخل.
وأوضح عرقاب، في تصريح له عقب الاجتماع الـ43 للجنة المراقبة الوزارية المشتركة والاجتماع الوزاري الـ31 لدول أوبك والدول خارج أوبك الذي انعقد مؤخرا، أن حصة الجزائر ستعرف زيادة قدرها 2000 برميل يوميا خلال الشهر المقبل ليبلغ إنتاج الجزائر بذلك مليون و57 ألف برميل.
هذا وكانت منظمة الدول المصدرة للنفط وحلفاؤها أو ما يعرف بمجموعة أوبك+، قررت رفع الإنتاج الإجمالي للمجموعة بـ 100 ألف برميل يوميا بدءا من سبتمبر المقبل ، وتعتبر الزيادة الشهرية المقررة اعتبارا من سبتمبر، أقل من تلك المعتمدة منذ تطبيق مخطط الرفع التدريجي للإنتاج المتفق عليه في اجتماع أوبك+ في جويلية 2021 ، وقامت دول المجموعة برفع إنتاجها الإجمالي منذ أوت 2021 بمعدل 400 ألف برميل يوميا كل شهر، قبل أن تقرر رفع هذا المعدل إلى 432 ألف برميل يوميا في كل شهر، لترفعه مؤخرا إلى 648 ألف يوميا من أجل الاستجابة لزيادة الطلب.
وأعلن وزير الطاقة والمناجم، أنه خلال هذه الاجتماعات التي تجمع كل شهر أوبك وشركائها غير الأعضاء في المنظمة الموقعين على إعلان التعاون لتقييم الوضع الحالي لسوق النفط وآفاقها قصيرة المدى والاتفاق على عمل مشترك من أجل ضمان استقرار وتوازن السوق، مشيرا في ذات السياق إلى أنه بناء على عمل اللجنة الفنية التي اجتمعت لاحظنا حالات عدم اليقين التي تلقي بثقلها حاليا على أساسيات سوق النفط، حيث إعتبرنا أن هذه المخاطر يمكن أن تعرقل الانتعاش المتوقع في الطلب العالمي على النفط خلال الأسابيع المقبلة وتخلق مزيدا من التقلبات في الأسواق، وجددنا رغبتنا القوية في العمل من أجل استقرار وتوازن سوق النفط العالمية، من خلال ضمان إمدادات مستقرة ومنتظمة، وأضاف اتخذنا القرار بأننا في شهر سبتمبر المقبل سنمضي في زيادة إجمالية قدرها 100.000 برميل في اليوم في إنتاج أوبك وشركائها في إعلان التعاون.
وتابع عرقاب “سنراجع أوضاع السوق في الاجتماع القادم خلال شهر، ونتخذ القرارات المناسبة للحفاظ على الاستقرار وتحقيق التوازن في سوق النفط العالمية”.
الخبير الإقصادي أحمد طرطار لـ “المستثمر”
رفع الجزائر حصتها من النفط سيتيح لها الإستفادة من ريوع التصدير
كشف الخبير الاقتصادي أحمد طرطار، في حديث مع “المستثمر” أن رفع حصة الجزائر الى 2000 برميل من النفط يوميا شهر سبتمبر سيتيح للجزائر الإستفادة من ريوع هذا التصدير وبالتالي تحسين وضعيتها المالية، كما سيسمح لها من أن تحسن من إستثماراتها المجمدة وتعيد بعث الإستثمارات الجديدة وتعيد الموازنة العامة، تزيد من حجم الإحتياطي الصرف الموجود لديها، كذلك الزيادة في صندوق تعديل الواردات مما يؤدي إلى مجابهة الطوارئ عند الإرتفاع، وإعتبر طرطار أن كل هذه المكاسب عبارة عن إمكانيات متاحة امام الجزائر من خلال هذا السعي الدؤوب.
أما بالنسبة لدور الجزائر في السوق الطاقوية، فقد أكد الخبير الاقتصادي أن دور الجزائر لاينكره احد بإعتباره دورا رائد و مجسدا في مكانة الجزائر في السوق الدولية وفي الدبلوماسية الطاقوية التي إطلعت عليها الجزائر منذ اجتماع الجزائر في سبتمبرمن سنة 2016 إلى يومنا هذا.
كما أنه ، يواصل ذات المتحدث، مجسد في المواقف التي إتخذتها الجزائر بمعية مجموعة أوبك وأوبك+، وضمنيا كل هذا يرسم الدور الإيجابي للجزائر في المحافل الدولية وكذلك في المفاوضات مع الشركاء و مع الشركات المختلفة،.
إضافة إلى ذلك فإن دور الجزائر إضطلعت به سوناطراك باعتبارها الآن من بين كبريات الشركات التي لها باع وصيت، و تعد في المرتبة 12 من بين اكبر الشركات الدولية المرتبطة بالطاقة ، حيث استفادت سوناطراك جراء هذا التماشي الإيجابي للجزائر داخل مجموعة أوبك+ من خلال ريوع النفط، ناهيك عن الإستفادة من الموقف التفاوضي الإيجابي وكذا التكنولوجيا التي تأتي لسوناطراك من هذه الشركات المختلفة والدولية ويمكن إعتبارها كلها من المحاسن الإيجابية التي إستفادت منها الجزائر خلال السنوات الأربعة الأخيرة .
الخبير الاقتصادي عبد الرحمن عية لـ “المستثمر”
الجزائر تبقى المستفيد في حال تصدير النفط أو إستخدامه للإنتاج المحلي
أوضح الخبير الاقتصادي عبد الرحمن عية أن الجزائر تعتمد على مداخيل البترول والغاز وبالتالي فإن أي مبيعات اضافية ستساهم في تحصيل المداخيل وهذه الكمية التي سترفعها الجزائر من إنتاجها للنفط خلال الشهر المقبل في حال تصديرها ستجلب العملة الصعبة.
أما في حالة ما ستستخدم للإنتاج المحلي ، يواصل الخبير الاقتصادي، فهي ستستخدم لتغطية الطلب لأن البترول يتحول إلى مواد طاقوية ففي كلتا الحالتين ستعود بالنفع على الجزائر سواء تم تصديرها فهذا يسمح من الإستفادة من العملة الصعبة أو في حال تم تحويلها إلى مواد طاقوية.
ة يضيف ذات الخبير أنه بالنسبة لضمان مستقبل الجزائر في الطاقة فقد أضحى أمرا ضروريا في الوقت الحالي، كون الجزائر يجب أن يكون لها موقع مهم خاصة مع الطلب على الغاز بإعتبار أن هذه المادة أكثر قوة من البترول بالنسبة للجزائر، حيث تعتبر دولة غازية بالرغم من أن سعر البترول أغلى كثيرا من سعر الغاز، ولكن من حيث الإمدادات فالجزائر لديها القدرة على ان تتموقع في السوق الغازية أكثر من البترولية خاصة في ظل إرتفاع الطلب الأروبي اليوم بسبب تراجع الإمداد الروسي أو إصرار الدول الأروبية على أن تستبدل الممول الروسي.