تايلندا عملاقة الأرز تسعى لتنسيق رفع الأسعار مع فيتنام
قال رئيس وزراء تايلندا، برايوث تشان أوشا، إنه يتعيّن على بلاده وفيتنام رفع أسعار الأرز سوياً لتعزيز قدرتهما على المساومة في السوق العالمية. لكن هذه الخطوة تُهدد بارتفاع تكاليف الغذاء للمستهلكين في جميع أنحاء العالم.
أوضح ثاناكورن وانجبونكونجشانا، المتحدث باسم برايوث، في بيان أن مثل هذه الخطوة ستُفيد ملايين مزارعي الأرز في البلدين الذين عانوا من ارتفاع التكاليف وسط هبوط أسعار الحبوب.
التقى نائب وزير الزراعة والتنمية الريفية الفيتنامي تران ثان نام، يوم الخميس، مع المسؤولين التايلنديين لمناقشة إطار عمل للتعاون بينهما.
يأتي تهديد البلدين المصدرين الرئيسيين بزيادة أسعار الأرز وسط تزايد إجراءات حماية الغذاء والتضخم المتسارع.
هناك قلق من احتمالية تقييد الهند لصادرات الأرز بعد تحركات مماثلة في القمح والسكر، مما أثر بشدة على أسواق الغذاء العالمية التي عانت بالفعل من الغزو الروسي لأوكرانيا.
تحرص تايلندا، رغم عدم تفكيرها في فرض أي قيود على الشحنات، على اغتنام الفرصة في الوقت الذي تسعى فيه البلدان المعتمدة على الاستيراد إلى تقييد إمدادات الحبوب.
خطوة مستحيلة
قال تشوكيات أوفاسونغسي، الرئيس الفخري لجمعية مصدري الأرز التايلندي، عن الخطوة المقترحة: "جيد أن نقول ذلك ولكن من المستحيل تنفيذه تقريباً. لسنا البائعين الوحيدين في السوق".
تُصعِّب المشكلة الأخرى المتعلقة بالجودة التحكم في السوق حيث أوضح تشوكيات أنه يجب بيع الأرز بعد وقت قصير من حصاده وإلا ستتدهور جودته. "يجب أن يتضمن التعاون الفعّال مع فيتنام تحسين الإنتاج ونقل المعرفة".
يُعد الأرز أحد الحبوب الأساسية التي تساعد في منع تفاقم أزمة الغذاء العالمية على عكس القمح والذرة اللذين ارتفعت أسعارهما بشكل حاد بعدما عطلت الحرب في أوكرانيا إمدادات سلة الخبز الرئيسية. كانت أسعار الأرز مستقرة بسبب وفرة الإنتاج والمخزونات.
قال جيريمي زوينغر، الرئيس التنفيذي لـ"ذا رايس تريدر" المتخصصة في البحوث، إن أسعار الأرز ستبقى منخفضة بسبب الإمدادات الوفيرة وسط استعداد العالم لحصاد محاصيل قياسية حتى عام 2023.
وبينما تحول الطلب على الأرز كعلف للحيوانات، وفقاً لزوينغر، لم يكن هذا الأمر كافياً لرفع الأسعار وقد تتراجع بمجرد بدء المزارعين استخدام كميات أقل من الأسمدة نتيجة للأسعار الباهظة.
تايلندا هي المصدر الثاني للأرز في العالم وفيتنام هي الثالثة، وتُمثِّل الدولتان سوياً ربع تجارة الأرز العالمية. تمتلك الهند أكبر حصة سوقية بنحو 40% وتعتبر الصين والفلبين ونيجيريا أكبر المستوردين.
انتعاش الطلب
تستفيد صادرات الأرز التايلندي من انتعاش الطلب العالمي مع تباطؤ وباء كورونا وتراجع عملتها إلى أدنى مستوى في خمس سنوات لتُصبح الإمدادات أكثر تنافسية.
قال وزير التجارة جورين لاكساناويست للصحفيين، يوم الجمعة، إن الشحنات قد تصل إلى 8 ملايين طن هذا العام، صعوداً من 6.1 مليون طن العام الماضي.
كما ستستفيد الصادرات التايلندية من السكر والدجاج من قيود التصدير المفروضة من قبل الهند وماليزيا على التوالي، بحسب مسؤولي الصناعة.
قال أرادا فوانغتونغ، نائب المدير العام لإدارة ترويج التجارة الدولية، للصحفيين، إن لدى الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا "فائض في المعروض من معظم الأطعمة التي ننتجها ومازلنا بمثابة مطبخ العالم".