عشاق القهوة يرفعون استيراد البن في مصر إلى 70 ألف طن سنويًا
من الصعب أن تبدأ يومك بدون قهوتك المفضلة، خاصة إذا كنت تستيقظ مبكرًا، ولم تأخذ قسطًا كافيًا من النوم، وتحتاج إلى التركيز في عملك، ولذلك فقد أصبح فنجان أو كوب القهوة الصباحي أساسيًا للكثير من الناس، وهو ما أدى إلى نمو سوق البن في مصر بصورة كبيرة، وهناك توقعات بزيادة هذا النمو خلال السنوات المقبلة، وتعد القهوة هي ثالث أكثر المشروبات استهلاكًا في العالم، بعد الماء والشاي، كما تأتي في المرتبة الثانية بعد النفط، كثاني أكبر سلعة تجارية في العالم، حيث يتم استهلاك حوالي نصف تريليون كوب سنويًا، وتتصدر البرازيل وكولومبيا وفيتنام الدول المنتجة لحبوب البن عالميًا، فيما يعد البن اليمني هو الأفضل في مصر.
وارتفت قيمة واردات مصر من حبوب البن (غير المحمص) خلال العام الماضي بنسبة نحو 30%، نتيجة زيادة الطلب، حيث زادت قيمة الواردات عن 100 مليون دولار خلال 10 أشهر من العام الماضي، وعلى الرغم من زيادة أسعار البن بنسبة نحو 20% بنهاية 2021، إلا أن زيادة الطلب لم تتأثر مع زيادة الاستهلاك نتيجة تزايد عشاق القهوة.
ويعد "البن اليمني" أحد أجود أنواع البن المستخدمة في مصر ومن بين الأغلى سعرًا، يليه البن الكولومبي ثم البرازيلي، وتتبعهم بقية الأصناف المستوردة، والتي يتم استيرادها في مصر من دول "جواتيمالا وإندونيسيا وفيتنام والهند"، كما أن نكهة البن في النهاية تتوقف على الخلطة التي تعد سرًا خاصًا بكل شركة.
وأكد الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، في بيان له، أن واردات البن جاءت ضمن قائمة أهم الواردات المصرية من السلع الزراعية، والتي يتزايد استهلاكها، ووتباين قيمة استيرادها شهريًا، إلا أنها في المجمل في تزايد سنوي، حيث تراجعت بصورة طفيفة في شهر نوفمبر الماضي، حيث بلغت قيمة الواردات المصرية من البن غير محمص نحو 10 ملايين و192 ألف دولار، بينما كانت 10 ملايين و390 ألف دولار في شهر نوفمبر عام 2020، بتراجع بلغ نحو 198 ألف دولار.
ارتفاع أسعار البن
وإجمالاً قدرت بيانات جهاز الإحصاء، واردات مصر من البن بنحو 84 مليون و508 آلاف دولار خلال الـ8 أشهر الأولى من عام 2021، وذلك على الرغم من ارتفاع سعر استيراد البن بنحو 20% خلال العام الماضي 2021 ، لتترواح أسعار البن "الروبوستا" بين 2500 إلى 4 آلاف دولار للطن، والبن "الأرابيكا" بين 4000 إلى 6 آلاف دولار للطن، وفق ما أعلنته شعبة البن باتحاد الغرف التجارية، والتي قالت أن مصر تستهلك 100% من واردتها من البن سنويًا والبالغة 70 ألف طن.
لم تقتصر زيادة الاستهلاك على القهوة التركي وحدها
ولم يقتصر الأمر على القهوة التركي فقط، فقد تزايد استهلاك القهوة الفورية أيضًا، وفق ما أفاد به تقرير نشره موقع "marketresearch"، الذي أشار إلى أن سوق القهوة الفورية في مصر كان يساوي 144.50 مليون دولار أمريكي (محسوبًا بأسعار التجزئة) في عام 2015 حتى عام 2025، وأكد أنه من المتوقع أن يشهد سوق القهوة الفورية في مصر الوصول إلى 2.69 مليار دولار أمريكي (بأسعار التجزئة)، وبالتالي زيادة بمعدل نمو سنوي مركب قدره 28.08٪ سنويًا للفترة من 2020 وحتى 2025، على الرغم من انخفاض النسبة مقارنة بالنمو بنحو 40.83٪ سنويًا المسجل في 2015-2019.
زيادة استهلاك القهوة بأنواعها
بلغ متوسط نصيب الفرد من الاستهلاك من حيث القيمة 1.57 دولارًا أمريكيًا للفرد (بأسعار التجزئة) في عام 2015. وفي السنوات الخمس التالية، نما بمعدل نمو سنوي مركب قدره 38.16٪ سنويًا، على المدى المتوسط (بحلول عام 2025)، ومن المتوقع أن يبطئ المؤشر نموه ويزيد بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 25.99٪ سنويًا.
وبشكل عام، تشمل الجوانب الرئيسية التي شكلت زيادة استهلاك القهوة؛ المذاق والسرور والكافيين، وعلى وجه الخصوص، كان الدافع وراء نشاط سوق القهوة الفورية هو الاستهلاك المتزايد في الدول النامية، وخاصة آسيا والشرق الأوسط، وعلى الرغم من تزايد الاستهلاك في جميع أنحاء العالم، لا تزال القهوة سريعة الذوبان تمتلك حصة صغيرة نسبيًا ضمن قطاع القهوة في الأسواق النامية.
