بعد أن دعتها الجزائر للإستثمار العلاقات الجزائرية الفيتنامية … “تعاون مثمر”

بعد أن دعتها الجزائر للإستثمار العلاقات الجزائرية الفيتنامية … “تعاون مثمر”

بقلم : أم كلتوم جبلون

تسعى الجزائر لخلق فرص إستثمار جديدة خاصة بعد التعديلات التي شهدتها عدد من القوانين على غرار قانون الإستثمار الذي من شأنه فتح الباب على مصراعيه للمستثمر المحلي والأجنبي، بعد الإشادة بمضامين هذا الأخير التي أكد مختصون في المجال الإقتصادي  أنها ستفتح آفاق جديدة وتمنح إمتيازات للراغبين في الإستثمار، مما سينعش مناخ الأعمال في الجزائر، ناهيك عن إستقطاب العملة الصعبة بعد دخول المستثمرين الأجانب، أين دعت الجزائر الفيتنام لأجل الإستثمار على أراضيها في ظل تميز وجودة العلاقات الجزائرية الفيتنامية، مما سيمكن البلدين الذهاب بعيدا في مجال الشراكة على مختلف الأصعدة.

تعتبر علاقات التعاون والشراكة “الجزائرية الفيتنامية” التي تربط كل من مجمع سوناطراك وشركة “بتروفيتنام” في مجال المحروقات واعدة، حيث لطالما سعى الطرفان للتباحث في آفاق تعزيزها واصفين إياها بالممتازة، أين تعد مجموعة فيتنام الوطنية للنفط والغاز “بتروفيتنام” المستثمر الفيتنامي الوحيد في الجزائر حاليا، كما يحرص البلدان على العمل من أجل  توسيع التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين بغية فتح فرص إستثمار أخرى ، هذا وتنشط شركة “بتروفيتنام” في الجزائر في قطاع التنقيب عن النفط بالشراكة مع مجمع سوناطراك وشركة “ب تي تي إ بي” التايلاندية، كما من المنتظر أن تربط الطرفان مجالات تعاون أخرى، بعد أن باتت الجزائر بلد جاذب للفرص خاصة في مجال الطاقة.

الجزائر تدعو الفيتنام للإستثمار في هذه المجالات

استقبل رئيس لجنة الشؤون الاقتصادية والتنمية والصناعة والتجارة والتخطيط، كمال بلخضر رفقة رئيس اللجنة التربية والتعليم العالي والبحث العلمي والشؤون الدينية صادق جغلول مؤخرا وفدا برلمانيا من جمهورية فيتنام الاشتراكية يقوده نغويان دوك هاي نائب رئيس المجلس الوطني وكان اللقاء فرصة من أجل استعراض واقع وآفاق العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون بين البلدين، ناهيك عن عرض مساعي الجزائر على الفيتنام للإستثمار خاصة بعد تعديل جملة من القوانين مؤخرا على غرار قانون الاستثمار.

أكد بلخضر عمق ومتانة العلاقات التاريخية بين البلدين التي تعود إلى الثورتين الجزائرية والفيتنامية، وأكد على ضرورة تعزيز علاقة الصداقة والعمل على الرقي بالتعاون الثنائي في المجالين الاقتصادي والتجاري.

وأما على الصعيد البرلماني، فقد عبر بلخضر عن أمله في تكثيف تبادل الخبرات والتجارب في شتى المجالات وكذا تعميق علاقات الشراكة بين البرلمانين لاسيما عن طريق مجموعتي الصداقة.

وفي المجال الاقتصادي أشار بلخضر إلى التوجهات الجديدة للدولة الجزائرية، تحت إشراف رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، لاسيما في مجال تعزيز التعاون الاقتصادي مع مختلف البلدان الصديقة من خلال تعديل جملة من القوانين والتشريعات وفي مقدمتها قانون الاستثمار، وقانون المناطق الحرة، وفي نفس السياق، دعا الطرف الفيتنامي للاستثمار في الجزائر لاسيما في الزراعة والصناعة الصيدلانية والبيو كيمياء والأسمدة.

ومن جهته، عبر رئيس لجنة التربية والتعليم العالي والبحث العلمي والشؤون الدينية ورئيس مجموعة الصداقة الجزائرية الفيتنامية صادق جغلول عن أمله في رفع مستوى التعاون الاقتصادي والتجاري إلى مستوى العلاقات التاريخية السياسية، مؤكدا في نفس الوقت استعداد مجموعة الصداقة البرلمانية لبذل كافة الجهود من أجل تأسيس علاقة تعاون بين المجلسين.

بدوره، عبر نغويان دوك هاي عن سعادته بوجوده بالجزائر واستقباله من طرف رئيس المجلس الشعبي الوطني إبراهيم بوغالي، وأكد رغبة بلده في الرقي بمستوى العلاقات الاقتصادية التجارية مع الجزائر.

ومن جهة أخرى، حث نغويان دوك هاي مجموعتي الصداقة على التعاون وتبادل الخبرات من خلال تبادل الزيارات، مضيفا أن المقابلات التي أجريت كشفت عن فرص كبيرة لتعزيز التعاون بما يعود بالفائدة على البلدين.

ومن جهته، عبر رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس الوطني الفيتنامي عن استعداده لترتيب زيارة مجموعة الصداقة الجزائرية الفيتنامية إلى فيتنام، وتساءل في نفس الوقت عن العوامل التي ساعدت الجزائر على توفير مستوى معيشي مقبول لمواطنيها رغم انتهاجها اقتصاد السوق.

وفي اجابته عن ذلك، أكد رئيس اللجنة الاقتصادية لضيفه أن الجزائر حافظت على الجانب الاجتماعي للدولة من خلال ضمان التغطية الصحية والتعليم بمختلف أطواره بشكل مجاني وكذا توفير السكن الاجتماعي للفئات ذات الدخل الضعيف، بالإضافة إلى الحفاظ على القدرة الشرائية من خلال زيادة الأجور.

بدورهم أكد أعضاء الوفدين أهمية هذه الزيارة التي سمحت بالاطلاع على فرص التعاون بين البلدين وسبل الرقي بمستوى العلاقات الاقتصادية والتجارية إلى مستوى العلاقات التاريخية والسياسية بما يخدم مصالح البلدين وفق قاعدة رابح -رابح.

نحو إعطاء دفع قوي للمبادلات التجارية والاستثمار بين البلدين

استعرض سليم مراح رئيس لجنة الشؤون الخارجية والتعاون والجالية رفقة نغويان دوك هاي، نائب رئيس المجلس الوطني الفيتنامي نهاية الأسبوع سبل تعزيز التعاون بين الجزائر والفيتنام في المجالين التجاري والاقتصادي.

ونوه مراح بالعلاقات الثنائية القائمة بين البلدين وآفاق تعزيزها في المستقبل القريب من خلال إعطاء دفع قوي للتعاون الثنائي، لاسيما في مجال ترقية المبادلات التجارية والاستثمار في جميع المجالات خاصة وان الجزائر شريك اقتصادي مهم في افريقيا، كما عبر رئيس اللجنة عن استعداد الجزائر الدائم لتعزيز علاقات التعاون الثنائي المشترك وسبل تطويره وتعزيزه في مختلف المجالات الحيوية التي من شأنها تحقيق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الصديقين.

من جهته، اعتبر الوفد الفيتنامي اللقاء فرصة جديدة لبحث سبل تعزيز التعاون بين البلدين في جميع المجالات، وعبر عن استعداده التام، للعمل على توطيد التعاون بين بلاده والجزائر، وعلى تبني كل المبادرات الرامية إلى تعزيز آفاق التعاون والشراكة في الميدان الاقتصادي والتجاري، كما شدد على ضرورة تبادل الزيارات تقوية سبل التواصل بين رؤساء مجلسي البلدين وممثليهما.

وفي ذات السياق دعا رئيس الوفد الفيتنامي إلى تبادل الدعم من الجانبين في المحافل الدولية والإقليمية لتنسيق المواقف حول المسائل الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وفي الأخير كشف رئيس لجنة الشؤون الخارجية سليم مراح أن المجموعة البرلمانية للصداقة “الجزائر – الفيتنام” سوف تنصيب بمقر المجلس في الأيام القليلة القادمة.

تعزيز التعاون بين سوناطراك وشركة استكشاف وإنتاج النفط والغاز الفيتنامية “بيترو فيتننام”

أثمر اللقاء الذي جمع وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب وفدا برلمانيا فيتناميا، برئاسة نائب رئيس المجلس الوطني الفيتنامي نجوين دوك هاي بحضور سفير فيتنام بالجزائر على تجديد التعاون بين الطرفين الجزائري والفيتنامي.

أشاد الطرفان بالعلاقات التاريخية الممتازة بين البلدين، ورحبا بتطورها في السنوات الأخيرة، كما ركزت المحادثات على دراسة حالة علاقات التعاون بين الجزائر وفيتنام وآفاق تعزيزها في مجالات الطاقة والمناجم. وأعربوا عن ارتياحهم لتميز الشراكة القائمة بين سوناطراك وشركة استكشاف وإنتاج النفط والغاز الفيتنامية Petro Vietnam.

قدم وزير الطاقة والمناجم، الخطوط الرئيسية لبرنامج تطوير قطاع الطاقة والمناجم بالجزائر، وكذلك الأطر التنظيمية الجديدة التي تحكم أنشطة المحروقات والمناجم، والتي تقدم العديد من التسهيلات والمزايا للمستثمرين. وسلط الضوء على الفرص المتاحة في مجال المحروقات والبتروكيماويات والطاقات المتجددة وتحلية مياه البحر، كما أكد الطرفان على تبادل المعرفة والتكوين.

عبد الرحمن هادف المستشار في التنمية الإقتصادية لـ “المستثمر”:

الجزائر بإمكانها تطوير مجالات كثيرة مع الفيتنام

كشف عبد الرحمن هادف المستشار في التنمية الإقتصادية في حديثه لجريدة “المستثمر” أن من خلال مشروع التحول الإقتصادي الماضية فيه الجزائر بات من  المهم ربط شراكات و تعاون مع الدول التي تملك نفس التوجه مثل الجزائر ولها نفس تاريخ الجزائر بمعنى نتقاسم مع بعض الكثير من الأمور و بالتالي يسهل العمل مع دول مثل الفيتنام التي بدورها عرفت نفس التاريخ الذي عرفته مع الاستعمار و الحرب الإستقلالية وبعدها ثورة النمو الإقتصادي و التنمية الاقتصادية التي عرفتها الفيتنام ، حيث أصبحت اليوم – يقول هادف- من بين أقوى الدول اقتصاديا في منطقة آسيا، وفي هذه المرحلة و المسار التنموي الذي تعرفه الجزائر أضحى ضروريا أن نبرم شراكات مع دول مثل الفيتنام التي يمكن القول أن مشروع التحول الاقتصادي فيها كان ناجحا بنسبة مئة بالمئة و اليوم أصبحت من بين الدول التي لها ثقل في الاقتصاد، خاصة في بعض القطاعات على غرار القطاع الصناعي و الصناعات التحويلية، و أكد المتحدث أن الفيتنام أصبحت رائدة في هذا المجال و أصبحت تستقطب إستثمارات من كبرى الدول، على سيبل المثال  الصين التي أضحت تنقل الكثير من الصناعات التي كانت تنتج في الصين الى الفيتنام و نفس الشيء بالنسبة للصناعات الغذائية و الفلاحة و الصناعات التي أصبحت اليوم معروفة في الفيتنام و في منطقة آسيا أنها من بين الدول الأكثر انتاجا في هذا المجال،  ونفس الشيء في قطاع تربية المائيات فالفيتنام تعتبر من الدول الرائدة في تربية المائيات ولها تجربة كبيرة في هذا المجال، حيث كانت هناك محاولات عديدة وفيه تعاون بين الجزائر و الفيتنام في مجال تربية المائيات و الصيد البحري، يضيف الخبير في الشأن الإقتصادي أن هذا التوجه الجديد في ابرام شراكات مع دول مثل الفيتنام هو جد إيجابي خاصة مع الاصلاحات التي تقوم بها الجزائر من خلال تحسين مناخ الأعمال و استقطاب الإستثمارات لأن هناك مجال كبير اليوم يمكن تطويره خاصة في مجال الصناعات التحويلية و في الصناعات الغذائية،  أين يمكن العمل على تطوير مجالات كثيرة مع الفيتنام، ناهيك عن الصناعات  النسيجية و الجلود حيث هناك آفاق واعدة تسمح بان تكون هناك إستثمارات كبيرة مع بلد مثل الفيتنام، داعيا إلى ضرورة تفعيل هذه الاستثمارات في الميدان بحيث أن الناشطين من وكالات و هيئات عمومية وكذا منظمات أرباب عمل و مؤسسات إقتصادية بإمكانهم اليوم أخذ المبادرة،  كما من الضروري تحرير المبادرة لدى الهيئات لكي يصبح نشاطها أكثر فعالية و نجاعة، و الحديث اليوم – حسبه- عن بلد أصبح له ثقل في كل المجالات والفيتنام من بين الدول التي يمكن ان تساعد تجربته الجزائر وبالتالي يجب أن يكون هناك توأمة في العديد من التخصصات وحتى في تسيير الشأن الاقتصادي من خلال الممارسات التي إنتهجتها الفيتنام في تسيير ملف الإستثمار في مرافقة المؤسسات الاقتصادية، لذلك وجب أن نعمل على تحسين هذا الجانب الجزائري لكي يصبح أكثر فعالية و أكثر مردودية.

علال بوثلجة نائب ريس المجلس الشعبي الوطني لـ “المستثمر”:

الجزائر تحاول الدعاية لقانون الإستثمار الجديد

كشف علال بوثلجة نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني في حديثه لجريدة “المستثمر” أن وفدا عالي المستوى من البرلمان الفيتنامي زار المجلس الشعبي الوطني بحضور عدد من أعضاء المجلس، حيث كان اللقاء البروتوكولي  أخويا و تطرق إلى جوانب عديدة خاصة الجانب المتعلق بالعلاقات التاريخية بين الجزائر و الفيتنام، وبعدها استمر اللقاء مع رئيس لجنة الشؤون الإقتصادية ورئيس لجنة الشؤون الخارجية سليم مراح، وعن أوجه التعاون بين الفيتنام و الجزائر – قال بوثلجة-  أن الفيتنام تعتبر دولة نامية مثل الجزائر إقتصادها مرتكز على المؤسسات الصغيرة و المتوسطة حيث بإمكان الجزائر ان تستفيد في العديد من  الجوانب، و المبدأ الآن حسبه يعود لمشاركة المجلس الشعبي الوطني في الديناميكية العامة التي يسير عليها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون و الحكومة في موضوع الإقتصاد وجعل سنة 2023 سنة إقتصادية بامتياز وهذا يتطلب مشاركة الجميع، يضيف المعني أن العملية بحد ذاتها هي عملية دعاية لما تمنحه الجزائر من خلال قانون الاستثمار الجديد من فرص كبيرة للإستثمار ودعم كبير و رفع للبيروقراطية و تسهيلات بنكية و تسهيلات جمركية و ضريبية وهو ما يتم عرضه على كل الدول التي بإمكانها وتملك الإلتزام السياسي وما يدخل في تنويع اقتصادنا و تنويع مصادر الإقتصاد، و أبرز المسؤول أنه علينا أن لانبقى في إنتظار الدول الأوروبية و الدول الأخرى، فبالنسبة لنا كل الدول الصديقة و الدول التي لها علاقات سياسية متميزة مع الجزائر وكل الدول التي تتقاسم معنا الرؤى بالنسبة للقضايا الدولية و كل الدول التي هي في نفس المستوى و مستعدة أن تقوم باستثمارات حقيقية، كل هذا يمكن أن يمكنها من الإستثمار في الجزائر.

وقال بوثلجة يكفي انه في قانون الإستثمار الجديد أقر إنشاء شباك وحيد خاص بالإستثمارات الأجنبية، ولجنة الطعن على مستوى رئاسة الجمهورية هذان هما أكبر ضامنين للمستثمر الأجنبي، زيادة على ما جاء به القانون من إعفاءات وتسهيلات جمركية وضريبية على مستوى العقار وكل الجوانب الأخرى التي جاء بها قانون الإستثمار.

لعلى بوخالفة الأمين العام للمنظمة الوطنية للفلاحة والأمن الغذائي لـ “المستثمر”:

بإمكان الجزائر أن تستفيد من التجربة الفيتنامية في مجال الزراعة

كشف لعلى بوخالفة الأمين العام للمنظمة الوطنية للفلاحة والأمن الغذائي في حديثه لجريدة “المستثمر” أن الجزائر و الفيتنام تربطهما علاقة تاريخية وبقي التعاون بين البلدين قائما لحد الآن، يضيف المعني أن الجزائر بلد متفتح على كل دول العالم خاصة مع الدول التي تربطنا معها علاقات تاريخية على غرار الفيتنام و كوبا، وحتى جنوب أفريقيا حيث احتضنت الجزائر الثورة الفيتنامية وكانت إنطلاقتها من الجزائر وظلت هذه المعاملات التاريخية قائمة و التي بدورها إنعكست على التعاون بين البلدين خاصة بالنسبة للفيتنام في مجال الزراعة و الصناعة التحويلية على غرار صناعة الجلود و النسيج، و بالنسبة للجزائر – يقول بوخالفة- فهي تحتاج لكل الدول حيث الأبواب مفتوحة للجميع خاصة في إطار قانون الإستثمار الجديد.

وعن مجالات استفادة الجزائر من الخبرة الفيتنامية أوضح المعني أن الفيتنام تشتهر بإنتاج الموز والفواكه الإستوائية والنباتات الزيتية فهي معروفة بهذه الصناعات كون مناخها مناخ إستوائي، ناهيك عن الذرة الصفراء والنباتات الزيتية، حيث تسعى الجزائر حاليا – حسبه- لاسترجاع مكانتها التي تستحقها في جميع المجالات، على أن يكون منطلق الشراكة بين البلدين”رابح رابح”.

 

مصدر Almostathmir

مإعادة التحرير : VietnamArab.netTeam

Tags